Kindergarden_similac_IL_2022

اختيار الأم: روضة أطفال/حضانة أم حاضنة؟

إنّ قرار إرسال الطفل إلى روضة أطفال/حضانة أو تركه في المنزل مع الحاضنة (مربّية الأطفال)، له جوانب عديدة. إليكم بعض الأفكار لمساعدتكم في اتّخاذ القرار

עלה

سرعان ما تأتي - الحاجة لاتخاذ القرار. يصبح هذا المخلوق الجميل الذي أنجبتِه إلى العالم أقلّ عجزًا وأكثر استقلالًا من يوم لآخر، ما يعني أنّ وجوده ضمن إطار بعيدًا عن حضن الأم، بات احتمالًا معقولًا ومنطقيًّا. قُبيل نهاية إجازة الولادة، حتّى وإن قرّرتِ البقاء في المنزل، لكنّك تريدين قضاء وقت مع نفسك، قضاء وقت للتّرتيبات وللمشاريع الشخصيّة – تقترب الحاجة لاتّخاذ قرار، أيضًا، بشأن الإطار الأنسب لكم. هل ستستعينين بحاضنة لرعاية الطفل، أم تفضّلين إطار روضة الأطفال/الحضانة؟ يتعلّق القرار بما هو أنسب وأريح لطفلك، ولكن لا يقلّ عن ذلك: ما يناسبك ويناسب شخصيّتك، احتياجاتك وقدراتك.

قبل اتخاذ القرار، يجب أن تفكّري أنت وزوجك في جميع العوامل والاعتبارات المتعلّقة بالموضوع. تأكّدي من استشارة الأصدقاء الذين يعيشون في مكان قريب، ويمكنهم تقديم نصيحة أو توصية من خلال تجربتهم. هذا ليس قرارًا بسيطًا، قد يقول البعض إنّه القرار الأكثر مصيريًّا حتى الآن في مسيرة أمومتكِ وأبوّتكَ المهنية - ومع ذلك، يجب ألّا تدعوا القرار يسبّب لكم اضطّرابًا وتأنيبًا للضمير، وتذكّروا أنّ كل شيء قابل للتّغيير: إن لم تترتّب الأمور، يمكنكم دائمًا تغيير رأيكم.

فيما يلي بعض الاعتبارات المتعلّقة بالموضوع، والتي ستساعدكم في اتّخاذ القرار:

الاعتبارات الاجتماعيّة

السبب الرئيسي لإرسال الطفل إلى روضة الأطفال/الحضانة في أقرب وقت ممكن، هو قربه من أقرانه، أبناء عمره. رغم أنّ هذه العلاقة تعتبر سطحيّة حتى سنّ الثانية، إلّا أنّ القدرة على اللعب جنبًا إلى جنب مع الأطفال الآخرين مهمّة وضروريّة من سنّ ستة أشهر. لذلك، قد يكون الطفل الذي يبقى مع الحاضنة بعيدًا عن كل ما يتعلّق بالأطفال في سنّه؛ ولكن ذلك يمكن مواجهته والتعامل معه، إن شجّعته وسمحت له الحاضنة باللعب مع الأطفال الآخرين في ملاعب مرافِق الأطفال. وفي ساعات بعد الظّهر يمكنك تدعيم العلاقات - من خلال زيارة أمهات لأطفال في عمر طفلك، واستغلال الوقت للعب لمدّة ساعات معًا.

الاعتبارات الاقتصاديّة

يكتشف العديد من الآباء والأمّهات الجدد الزيادة في النفقات مع ولادة الطفل والحاجة إلى التصرّف بشكل مختلف اقتصاديًّا، وسرعان ما ستأتي النفقات الأكبر والأكثر أهميّة: النفقات الشّهرية المتعلّقة بإطار وجود الطفل. تتمتع روضة الأطفال/الحضانة بميزة كبيرة، حيث أنّ تكلفتها أقلّ بكثير من تكلفة الحاضنة، التي تعمل بموجب القانون ووفقًا لحقوقها الاجتماعيّة. تعتمد تكلفة روضة الأطفال الخاصّة/الحضانة و/أو الحاضنة (مربيّة الأطفال) على منطقة السكن.

التطوّر وتنمية المهارات الحركيّة

يدّعي البعض بأنّ الانضمام المبكر إلى روضة الأطفال/الحضانة يطوّر وينمّي قدرات الطفل، ويوفّر له المحفّزات التي قد يكون أقل عرضةً لها لدى وجوده بمفرده مع الحاضنة. لا يعني الأمر ما يتعلّق بحياته الاجتماعيّة فقط، بل إلى مجمل الأنشطة والفعاليّات التي تجري في روضة الأطفال/الحضانة والتي تحوي الكثير من المضامين التي يمليها المحترفون المهنيّون. مع مرور الوقت، ينكشف ويتعرّض الطفل في روضة الأطفال/الحضانة إلى المزيد والمزيد - الإبداع، ساعة مع القصّة، ترتيب الألعاب وأنشطة وفعاليّات أخرى تنمّي الاستقلاليّة والقدرة على التكيّف. قد يحصل الطفل الذي يبقى في المنزل مع الحاضنة على كافّة هذه الأنشطة والفعاليّات في وقت متأخر بعض الشيء، لأنّه غير موجود ضمن إطار رعاية قائم ومنظّم، وكلّ ما يدور هو حوله في الواقع. يمكن أن يكون هنالك اعتبار لقرار وضعه في روضة الأطفال/الحضانة، ولكن عندما نفكّر فيه، من الأجدر بنا أن نتذكّر بأن ذلك ليس موضوعًا علميًّا دقيقًا - فكل طفل هو عالم بحد ذاته، ولكل طفل وتيرة تطوّر ونمّو خاصّة به، في روضة الأطفال/الحضانة أو لدى الحاضنة.

الاعتبارات الصحيّة

في هذه المرحلة من حياته، لم يكتمل بعد جهاز المناعة لدى طفلك، والذهاب إلى روضة الأطفال/الحضانة - يعني مواجهة أمراض جميع أصدقائه هناك، وهي كثيرة. سيكون الأمر مُرهقًا ومؤلمًا ومُحبطًا أن أرى طفلي يعاني من الرّشح - إضافةً إلى ذلك، فكلّ يوم سيضطرّ فيه إلى البقاء في المنزل، ستضطرّين على ما يبدو إلى خسارة يوم عمل. عندما تبدئين بالتقاط العدوى منه، فستزداد المعاناة بشكل مضاعف. قد يحافظ البقاء لدى الحاضنة على صحّة طفلك بشكل أفضل، لذا عندما يحين وقت الذهاب إلى روضة الأطفال/الحضانة، سيكون جهاز المناعة لديه أقوى وستقلّ إمكانية العدوى.

بغض النظر عمّا تقرّرينه، ليكن معلومًا في اعتبارك أنّ كل قرار ستتّخذينه - سيفيد طفلك ومن أجل مصلحته، لأيّ سبب كان. في نهاية الأمر، بغض النظر عن المكان الذي سيذهب إليه الطّفل، روضة الأطفال/الحضانة أو الحاضنة – فإنّ الشيء الأهم أن يعود إلى المنزل، إلى أم مطمئنّة، سعيدة ومتصالحة مع قراراتها.